-->

بسم الله والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين

اخر المواضيع

قصة " العاصفة " تاليف عبد الرزاق العلوي



dourouby.tn

 

قصة " العاصفة " تاليف عبد الرزاق العلوي






قصة " العاصفة " تاليف عبد الرزاق العلوي


الريح تعصف بقوة حتى ليخيل إليك أن أحدهم يحاول إقتلاع النوافذ والأبواب لغاية في نفس يعقوب.     تذكرت أن لها زوجا يركب البحر، هرعت نحو النافذة ..تزيح الستار ..فرأت أمواج البحر كأنها الجبال الراسيات..رأت أشجار السرو تتمايل يمنة ويسرة ليس لها قرار.. رجعت ..تتفقد صغارها ..يغطون في نوم عميق..، قفزت إلى مخيلتها صورته وهو يدخل المنزل محملا بقفافه..وهو يتصارع مع صغاره..كل يريد نصيبه من الحلوى والشكلاطة التي كان يختارها بعناية .. وكانت هي تنهرهم..ٱتركوا أباكم ..يأخذ نصيبه من الراحة..ثم ستأخذوا نصيبكم ..فكل ما في السلال هو لكم في النهاية.. سالت دماعها حارة ..تذكرت أن ليس لها من عائلا سواه ..ماذا لو غرق مركبهم؟؟؟؟ ...


أسرعت مرة أخرى للنافذة المطلة على البحر ..أملا أن تهدأ العاصفة .. ثم تذكرت ..لماذا لا تهاتفه 
..أخرجت الجوال ..إرتجفت يداها و هي تحاول كتابة الرقم..97...5...يبدو أن العاصفة قد تسللت إلى ذاكرتها ..ففسخت ما كانت تحفظه عن ظهر قلب.. ثم تذكرت أن لها كنشا تحفظ به جميع أرقام هواتف الأقارب والأصدقاء .. اه إنه يرن ..نعم ..إنه يرن..أعادت الكرة مرة ومرات.. لكن زوجها لا يرد عن الهاتف.. ثم تساءلت في نفسها ..هل توجد تغطية في أعماق البحر ..كيف ذلك... كان لسؤالها أثر الماء على النار المشتعلة .. ثم عادت لهاتفها تعيد الطلب مرة أخرى ..لعله يرد ..فيطمئن فؤادها ..


فجأة تناهى إلى مسمعها رنين هاتف قريبا جدا من باب الدار ... إنه هو...إنه رنين هاتفه الذي تميزه من بين كل الأصوات.. فتحت الباب...فإذا بها أمام زوجها...إحتضنته..بقوة ..ثم ظلت تسأله ما بالك لا ترد على مكالماتي.. كيف خرجت من البحر...أم أنك لم تبحر أصلا ظلت أسئلتها ..تتواتر وتتهاطل تهاطل الأمطار.. وهو صامت لا يجيب ...فهي لم تترك له مساحة الإجابة ثم تذكرت أنه لا يزال على عتبة المنزل ..وأنه مبلل ... يرتجف بردا..."  هيا تفضل ..غير ملابسك "...همس _" شكرا ..أعذريني." .كانت الريح عاتية ...وكان صوتها يصم الأذن عن سماع أي صوت أخر.. _


نظرت له في حب وعيناها تقول :" بأس المهم إنك بخير..، لكن كيف إستطعتم أن تنتصروا على تلك الأمواج العاتية"  أجابها .. _" الحمد لله ، إن العاصفة ..أدركتنا ونحن على القرب من الشاطئ...لكننا ومع ذلك عشنا أوقاتا صعبة جدا ..وكدنا نغرق لولا فضل الله ورحمته بنا... لقد كنا منهكين...وكان الرصيف فارغا...إلا من بعض البحارة الذين هرعوا لتفقد مراكبهم الراسية .. ثم إنزوينا نحو مقهى الميناء..نحتسي القهوة علها ترد إلينا شيئا من الهدوء بعد لحظات الرعب التي عشناها ... أين الصغار..؟ مالي لا أراهم.".  " :همست اليه كما تعرف اليوم..هم يوم راحتهم..لايزالون يتقلبون في الفراش..وتلك الرياح التي تعوي...في الخارج تزيدهم إلتصاقا بالفراش"...


.. _أومأ برأسه : "دعهم ..إذن..فجيوبي اليوم فارغة...فلا حلوى ولا شكلاطة " قبلته قائلة: :" ."الحمدلله على سلامتك زوجي العزيز 


ثم خطر بباله أن يتفقد صغاره.. وجدهم ممددين ...ظل يعانقهم ..ونسي أنه لم يغب عنهم سوى سويعات .. ولكن تلك السويعات كانت يمكن أن تغيبه عنهم إلى الأبد .. أزاحهم قليلا وتمدد بينهم ..إلى أن داعبه الكرى


 

dourouby.tn

ليست هناك تعليقات

-- --