قصة " العاصفة " تاليف عبد الرزاق العلوي
قصة " العاصفة " تاليف عبد الرزاق العلوي
الريح تعصف بقوة حتى ليخيل إليك أن أحدهم يحاول إقتلاع النوافذ والأبواب لغاية في نفس يعقوب. تذكرت أن لها زوجا يركب البحر، هرعت نحو النافذة ..تزيح الستار ..فرأت أمواج البحر كأنها الجبال الراسيات..رأت أشجار السرو تتمايل يمنة ويسرة ليس لها قرار.. رجعت ..تتفقد صغارها ..يغطون في نوم عميق..، قفزت إلى مخيلتها صورته وهو يدخل المنزل محملا بقفافه..وهو يتصارع مع صغاره..كل يريد نصيبه من الحلوى والشكلاطة التي كان يختارها بعناية .. وكانت هي تنهرهم..ٱتركوا أباكم ..يأخذ نصيبه من الراحة..ثم ستأخذوا نصيبكم ..فكل ما في السلال هو لكم في النهاية.. سالت دماعها حارة ..تذكرت أن ليس لها من عائلا سواه ..ماذا لو غرق مركبهم؟؟؟؟ ...
فجأة تناهى
إلى مسمعها رنين هاتف قريبا جدا من باب الدار
... إنه هو...إنه رنين هاتفه الذي تميزه من بين كل الأصوات..
فتحت الباب...فإذا بها أمام زوجها...إحتضنته..بقوة ..ثم ظلت تسأله ما بالك لا
ترد على مكالماتي.. كيف خرجت من البحر...أم
أنك لم تبحر أصلا ظلت أسئلتها ..تتواتر وتتهاطل تهاطل الأمطار.. وهو صامت لا يجيب ...فهي لم تترك له مساحة
الإجابة ثم تذكرت أنه لا يزال على عتبة المنزل ..وأنه مبلل
... يرتجف بردا..." هيا تفضل ..غير ملابسك "...همس _" شكرا ..أعذريني." .كانت الريح عاتية ...وكان
صوتها يصم الأذن عن سماع أي صوت أخر..
_
.. _أومأ برأسه : "دعهم ..إذن..فجيوبي اليوم فارغة...فلا حلوى ولا شكلاطة " قبلته قائلة: :" ."الحمدلله على سلامتك زوجي العزيز
ثم خطر بباله أن يتفقد صغاره.. وجدهم ممددين ...ظل يعانقهم ..ونسي أنه لم يغب عنهم سوى سويعات .. ولكن تلك السويعات كانت يمكن أن تغيبه عنهم إلى الأبد .. أزاحهم قليلا وتمدد بينهم ..إلى أن داعبه الكرى
ليست هناك تعليقات