قصة الطريق المستقيم

 

(الطريق المستقيم (قصة قصيرة

تأثيث : فتحي الجديدي

لقد درسنا في صغرنا أن أقرب طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم , الا أننا ننسى ذلك في معاملاتنا اليومية ولا نطبق مما تعلمناه في كثير من الأحيان شيئا.
أيضا من المؤكد أن في قصص الغابرين عبرة لأولي الألباب ومن لا يتعض من أخطاء الاخرين فلن يجد للحياة سبيلا , في هذا الاطار تتنزل قصتنا هذه.
يحكى أن ملكا كان قد سجن أحد معارضيه فذهب إليه يوما ليتشفى منه ولما رأى منه فصاحة لسان وحلاوة كلام أراد أن يعطيه فرصة أخيرة قال له: "يوجد بسجنك منفذ للهروب فإن وجدته وهربت فإني أعفو عنك...وإلا عند الصباح أقيم عليك الحد.." نظر اليه بحدة ثم تركه حائرا في أمره يتصبب عرقا وخرج.

فبقي المسكين ليلا كاملا يتدبر الامر وينظر يمينا و يسارا  يبحث عن الأنفاق وكل ما يجد نفق يصل إلى آخره فيجده مغلق...حاول مع نافذة السجن مرارا وتكرارا لعله يخلع حديدها لكن هيهات حاول... وعندما يأس بقى في مكانه  تتناثر العبرات على محياه واسود الأفق أمام ناظريه  ينتظر مصيره...فطالت عليه ساعات الليل.
وعند الصبح جاءه الملك فلامه وهو يرتجف قائلا: " أيها الملك لقد سخرت مني إذ لا يوجد منفذ واحد للهروب من هذا السجن" فأجابه الملك ساخرا: يا هذا لقد تركت لك باب السجن مفتوحا فلو إتبعت الطريق المستقيم لنجوت...