-->

بسم الله والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين

اخر المواضيع

قصة : رحمك الله أبي ( بروا ٱباءكم تبركم أبناؤكم )



dourouby.tn

 

قصة : رحمك الله أبي ( بروا ٱباءكم تبركم أبناؤكم )



قصة : رحمك الله أبي

تأليف : فتحي الجديدي




                                   تدحرج من يده الكأس..ومال رأسه إلى الأسفل..شرب حتى الثمالة الى ان أخذه النوم بعيدا عن الضوضاء التي دائما تملؤه إلى حد الصداع...

حين بزغت الشمس من سباتها العميق تسلل شعاعها ألمتعالي إلى ضلمة عينيه فراح يمنع ذلك بكفي يديه غير آبه بطارق على الباب :

- يا ابو نواس هل أنت بالداخل...؟

مهمه في تؤدة مجيبا إياه : انا...انا...انا قادم ان..انت..انتظر..

كان يعجبه مناداة اصحابه له بابي نواس...وكم تمنى لو كان وجه الشبه بخصوص شعره لا تماثلهما في مقارعة أم الخبائث...

دخل صديقه المنزل فوجده على حالته تلك فاتجه المطبخ يحضر له قليلا من القهوة...رجع اليه بعد برهة فوجده رجع لنومه...فأزاح الستائر ليدخل شعاع الشمس لتزيح ضلمة المنزل...أشاح المثمول بيديه عن عينيه ومال الى علبة سجائره وأشعل سيجارة...فانبعث دخانها امام عينيه...نظر إليه صديقه   قائلا :

إن حالتك شد مزرية..بين الخمر والسجائر...البس ثيابك وهلم بنا إلى الخارج لتزيح عنك هذا الغبار

نظر إليه متثاقلا ورد في تؤدة : لا أريد الذهاب إلى أي مكان

رد صديقه محمود في غضب : بل ستخرج

ثم حمله إلى بيت النوم وغير له لباسه ثم إنطلق به إلى شاطئ البحر...حين إستمع إلى هدير الأمواج بدأت ملامحه تتغير نحو الأحسن وأعصابه المشدودة تهدأ شيئا فشيئا....

نظر إليه محمود سائلا : يا رمزي إن بقاءك هكذا لن يغير من الواقع شيئا...وما حدث أمر محتوم علينا جميعا...

نهض رمزي فجأة من صخرة كان يجلس عليها : الامر بسيط لك أنت...أما انا فلم يعد للحياة عندي لا طعم..لا رائحة...ولا سبب أحيا من اجله...أنت لم تذق طعم العدم مثلي

وضع محمود يده على كتف رمزي قائلا : هدأ من روعك فلكل منا ساعته...

اجابه رمزي وعيناه تملؤهما العبرات : إن من فقدته لم يكن أبي فقط...كان صديقي..كان عضدي الذي أتوكز عليه...كان الركن الهادئ الذي أهرب إليه

رد محمود : لا تجوز له الآن إلا الرحمة

نظر إليه رمزي في حزن : رحمه الله...لقد فرح بي حين ولدت...رزق بذكر...نعم ذكر..لكنه لم يعرف أنه لم يرزق برجل

بهت محمود ورد مستنكرا : لا تعد إلى هذا الحديث مجددا...لقد قمت تجاهه بما تستطيع

حمل رمزي حجرا صغيرا ورمى به إلى البحر وقال : كيف قمت بما أستطيع كنت أبكي فيمسح دموعي..كنت أبرد فيغطيني...كنت أمرض فيسهر الليالي قربي...وحين مرض هو حملته إلى مستشفى عمومي وكان يتألم ويصرخ من الألم ولا أستطيع فعل شيء...كنت أرغمه على النوم حتى لا اراه هكذا...لم يكن لي اي حيلة أمام آلامه سوى إشعال السجائر والنظر من النوافذ...

إغرورقت عينا محمود بالدموع...في حين علا صوت رمزي بالبكاء ولم يستطع محمود إسكاته بل إندمج معه هو الآخر في البكاء...وواصل رمزي حديثه المتقطع وسط دموعه الغزيرة : لم أجد المال لحمله إلى مستشفى خاص...وكانت ملائكة جهنم لا الرحمة يعاملوني وإياه بعجرفة كبيرة...وأكثر منهم ذلك الطبيب الذي يأتي لتفقد المرضى فلا يجيبني عن حالته وحين ألح يهددني بالطرد من المكان...كان دائما عبوسا، واجم الوجه، قمطرير ...لقد كرهت حينها جميع البشر فكلهم تشتريهم بمالك...بقوتك...بغطرستك إن إستطعت...

طأطأ محمود رأسه موافقا لما سمع وتقطع كلامه...: نعم...مجتمعنا...مجتمع مادي تغره المظاهر...يزيدون القوي قوة والغني غنى...لكن لا تنقطع الرحمة منا...باب الامل دائم مفتوح...الم تسمع قوله عليه الصلاة والسلام : الخير في امتي الى يوم يبعثون...قل يا رب

مهمه رمزي قليلا ثم صاح بكل قوته : يا رب...يا رب أعطني القوة حتى انسى....يا رب اعطني القوة حتى أستطيع ان أنسى....رحمك الله ابي...رحمك الله أبي....




dourouby.tn

ليست هناك تعليقات

-- --