قصص الأصمعي (مرايا القضايا المعاصرة )

تأليف : فتحي الجديدي

القصة الأولى

حدث الأصمعي قال : إن مشاعر الحب حين تملأ قلبنا فإن غشاوة تعتلي سماء عقلنا وتمنعنا من التفكير الصحيح فنشك في أقل الأشياء وتبكينا أقل الأشياء وتضحكنا أتفه الأشياء...ومن ذلك أن رجلا أحب بنت جيرانه وأراد أن يتأكد إن كانت مرتبطة أو لا وهل أخلاقها سليمة فقرر أن يتبعها لعله يظفر بفرصة للحديث معها وذات مرة رٱها تخرج فنزل درج السلم مسرعا يتبع خطواتها التي تنم على ذهابها لموعد هام...حاول جلب انتباهها بحمحماته المتقطعة بيد انها كانت شاردة الذهن غير عابئة بمن حولها...

لحقها في الطريق فرآها تشتري هدية...اعتلى رأسه بعض العرق وأحس ببعض التوتر لشكه على أنها تقصد موعدا غراميا مع غيره وتواترت برأسه الظنون...

حين وصلت لمحها تصلح من شأنها قبل أن تدخل المستشفى...لكن من أتى بها هنا...!!!

لم يكتفي بذلك وحمله الفضول على اللحاق بها في الداخل حين وصل وجد بين أحضانها طفل في الثامنة من عمره...عادت الحمرة إلى وجهه المتوتر ورجع قلبه ينبض من جديد حين عرف انها جاءت تعود ابن أختها المريض منذ أيام.

القصة الثانية

حدث الاصمعي قال : إننا العرب مسلمون بالوراثة لا بالاعتقاد ففي رمضان تزول المساحيق من وجوه النساء ويغض الرجال أبصارهم عن هذه وتلك...في رمضان يكثر الحديث في الحلال والحرام وفي الدين..في رمضان تصبح الوجوه شاحبة من قلة النوم والاعصاب مشدودة من غياب التدخين والمنبهات..في رمضان نذكر الله وأننا مسلمون ولا بد ولا بد....حضرة مفتي الديار يعلن أن غدا هو الفاتح من شوال...فجأة آه رأسي ...رمضان القادم تزول المساحيق ونعود لمسرحيتنا الشهرية....وكل رمضان ونحن مسلمون..

القصة الثالثة

حدث الأصمعي قال : كان لي اخ يعمل باحدى الادارات ويوما ما شهد بمقر عمله فتاة ممشوقة القوام شقراء الشعر اقامت الدنيا ولم تقعدها لما وجدت معاملتها لم يتم إنجازها بعد...نظر اليها اعجبته فأراد تهدأتها فادخلها الى مكتبه ووعدها بإتمام المطلوب في اقرب الأجيال...تبادلا ارقام الهاتف ثم ودعته مبتسمة..ظل يفكر فيها مطولا...بعد ثلاثة أيام هاتفها ضاحكا وهو يحلم بلقاءات حب لا تنتهي : لقد تمت معاملتك لكنها قاطعته مولولة: اي معاملة افكر فيها الان لقد اكتشفت انني مصابة بالكرونا منذ قدومي أرض الوطن رغم التحليل السلبي الذي دخلت به البلاد...سقط هاتفه من يده قبل أن تنهي وقد انهمرت الدموع من عينيه ولسان حاله يقول: اي مصيبة حلت بي..ادخلتها مكتبي بارادتي لتنقل لي عدوى الكرونا...ماذا فعلت بنفسي، بأهلي ، بزملائي...!!!!